صورة قاتمة حول مستقبل السياحة تعيد ورززات 40 سنة إلى الوراء بعد 5 سنوات من الضياع



انتقد الزوبير بوحوت، الخبير في المجال السياحي وضعية السياحة بمدينة ورزازات، حيث رسم لها صورة قائمة، أعادتها 40 سنة إلى الوراء، حيث تراجعت نسبة عدد الوافدين ب65 في المائة فيما تراجعت نسبة عدد ليالي المبيت بـ61 في المائة.


وقال الفاعل السياحي، في ورقة له توصل موقع “سيت أنفو” بنسخة منها، إنه بعد عامين من الركود بسبب الجائحة، استرجع القطاع السياحي عافيته في الكثير من الوجهات السياحية المغربية، لكن بالمقابل لازالت وجهة ورزازات تعيش أزمة هيكلية، حيت تسارعت المشاكل بشكل جلي مند سنة 2018 كما تفاقمت الأزمة سنتي 2020 و2021 بسبب الجائحة ولم تتمكن ورزازات من الخروج من منطقة الخطر.


وحسب الزوبير بوحوت، فيرجع سبب هدا الركود المستمر في القطاع السياحي إلى مجموعة من العوائق من أهمها، ضعف النقل الجوي وقلة الاستثمارات مع تسارع إغلاق الفنادق بالإضافة إلى غياب أو ضعف ميزانيات الترويج.


وأضاف الخبير السياحي، أن القطاع السياحي بورزازات لازال يعيش على وقع التراجعات المقلقة، ومن المنتظر أن يتم تسجيل تراجع إجمالي قد يصل إلى ناقص 64 في المائة برسم حجم ليالي المبيت خلال سنة 2022 مقارنة مع سنة 2019، علما أن الاحصائيات الرسمية المتوفرة إلى حدود 10 أشهر الأولى من 2022 تشير إلى نسبة تراجع وصلت إلى ناقص 65 في المائة بالنسبة لعدد الوافدين وناقص 61 في المائة بالنسبة لليالي المبيت المسجلة بالمؤسسات السياحية المصنفة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019.


وتابع المتحدث ذاته، أنه مع نهاية سنة 2022، ستكون ورزازات قد أتمت أسوء 5 سنوات للقطاع السياحي (2018- 2022)، وربما لقطاعات أخرى، وهو ما يمثل تراجع نشاط القطاع السياحي إلى المستويات المسجلة خلال الثمانينات، ما يعني أن ورزازات تراجعت حوالي 40 سنة إلى الوراء.


وأكد الخبير السياحي أن عدة عوامل ساهمت في هذا التراجع من أهمها أزمة كورونا حيت انخفض عدد ليالي المبيت من 380.000 ليلة برسم سنة 2019 إلى 71.607 ليلة سنة 2020 ( أي ناقص 81 في المائة) في حين أن معدل التراجع على المستوى الوطني لم يتجاوز ناقص 72 في المائة. بالمقابل لم تستفد ورزازات من الانتعاشة المسجلة سنة 2021 كباقي المدن السياحية حيث لم يتطور عدد ليالي المبيت إلا بزائد 6 في المائة في حين كانت نسبة النمو في حدود 32 في المائة على المستوى الوطني. كما أن نسبة الاسترجاع برسم سنة 2022 ستكون في حدود 34 في المائة وهي نسبة أقل من نصف نسبة الاسترجاع على المستوى الوطني والتي ستكون في حدود 73 في المائة.


وخلال العشرة أشهر الأولى من سنة 2022، عرف النشاط السياحي بورزازات تراجعا مهولا في كل الأسواق، مقارنة مع نفس الفترة من 2019، حيت سجلت السوق الفرنسية ناقص 62 في المائة، والسوق الإيطالية ناقص 66 في المائة، في حين سجلت السوق الاسبانية ناقص 75 في المائة، والسوق الانجليزية ناقص 79 في المائة فيما سجلت السوق الألمانية ناقص 88 في المائة. وهو ما يدل على أن أزمة كورونا ليست وحدها المسؤولة عن إخفاقات هذا القطاع الحيوي على مستوى الإقليم.


وبالرجوع الى أداء القطاع قبل أزمة كورونا، فإنه يمكن فهم أسباب هاته الانتكاسة نسبيا: ففي سنة 2017 سجلت ورزازات ثاني أكبر نسبة نمو في عدد ليالي المبيت قاربت +37 في المائة، وهي نسبة أكبر من ضعف نسبة نمو عدد الليالي المسجلة على المستوى الوطني والتي كانت أقل من +15 في المائة.


لكن مع بداية سنة 2018، بدأت بوادر الانتكاسة تظهر جليا حيت تراجعت نسبة نمو الليالي بورزازات إلى+ 4 في المائة فقط، في حين بلغت نسبة النمو + 8 في المائة على المستوى الوطني. أما سنة 2019 فقد كانت أشد قساوة على الفاعلين بالقطاع السياحي حيت سيتراجع أداء القطاع على جميع المستويات بتسجيل ناقص 8 في المائة في عدد ليالي المبيت مقارنة مع السنة السابقة في حين تم تسجيل نسبة نمو + 5 في المائة على المستوى الوطني.


وبهذا تكون ورزازات حسب الخبير بوحوت، قد انتقلت من وجهة كانت تتبارى على أعلى معدلات النمو قبل 2018 ( +37 في المائة سنة 2017) إلى منطقة منكوبة تسجل نسبة تراجع في حدود ناقص 8 في المائة سنة 2019. أما أزمة كورونا فلم تعمل إلا على تعميق أزمة ابتدأت فعلا منذ 2018.


ويشرح الخبير السياحي أن هاته المشاكل أدت إلى تسارع وتيرة إغلاق المؤسسات السياحية خلال السنة الماضية ( 5 مؤسسات) وبهذا تجاوز عدد المؤسسات المغلقة أكثر من 20 وحدة سياحية وهو ما يجعل الطاقة الاستيعابية تتراجع إلى النصف وهو أكبر مشكل تعيشه هاته الوجهة.


وانتقد الفاعل بوحوت عدم تدخل المسؤولين المحليين لتعويض هدا الخصاص( الإغلاقات وتراجع الطاقة الاستيعابية)، فقد قوبلت مجهودات بعض المستثمرين الذين عبروا عن نيتهم في الاستثمار ( محليين وأجانب) باللامبالاة ثارة وبالرفض غير المبرر ثارة أخرى حيت تم تضييع فرص حقيقية للتنمية مع إهدار الزمن في صياغة برامج تافهة على الورق ليس لها أي وقع ملموس على التنمية المحلية.


ولمعالجة وضعية ورزازات، يستلزم تظافر جهود مختلف المتدخلين والقيام بعمل جدي ميداني وفق مقاربة تشاركية حقيقية وتدقيق من طرف المصالح المركزية في أسباب هذا الإخفاق.


وطالب الفاعل السياجي المسؤولين المحليين بضرورة التحرك والقيام بمبادرات جادة من شأنها إعادة سكة التنمية إلى موقعها الصحيح، حيث أشار إلى أن الساكنة لازالت تنتظر التفاتة من طرف الحكومة والمسؤولين مركزيا لإنقاذ ورزازات من الضياع والحرص على عدم تكرار تجربة ورزازات.

تعليقات الزوار

أحدث أقدم