روحانية رمضان تهب على ورزازات وتقاليده الاجتماعية تنير لياليها بعد عامين من الجائحة

 

عادت الأجواء الروحانية والإيمانية، لتهب مجددا ليالي رمضان في مدينة ورزازات، بعد عامين من اختفاء العديد من المظاهر الاحتفالية والعادات الاجتماعية المرتبطة بالشهر الفضيل، بسبب الأزمة الصحية التي فرضت إجراءات الحجر الصحي على حركة المواطنين في شتى المجالات.


تتميز ليالي رمضان بورزازات، بمجموعة من العادات الراسخة التي حافظت عليها ساكنة المدينة طيلة عقود من الزمن، وهي العادات التي تجمع بين الحفاظ على التعاليم الدينية خلال الشهر الفضيل من صلاة وتروايح وصدقات، وأخرى تشمل قيم إجتماعية ما تنفك  تبرز بقوة خلال هذا الشهر من زيارة للأهل والأصدقاء، والسمر خلال الليالي في مختلف المنتزهات والمقاهي.


 تراويح وطلب للمغفرة


ما إن يقترب موعد اذان العشاء، حتى تمتلئ الشوارع بالمصلين يسارعون الخطى نحو المساجد لأداء صلاة العشاء والتروايح، بعد يوم من الصوم تقربا من الله عز وجل وأملا في نيل ثواب الشهر الكريم، حيث تعرف المساجد في ورزازات إقبالا يفوق التوقعات بعدما يمتلئ المسجد بالمصلين ويضطر اخرون للصلاة خارج المساجد في المساحات الفارغة  أمام المساجد.


مسجد محمد السادس ومسجد الواوزكيتية  ومسجد الصومال ومسجد القدس ومساجد أخرى تتميز بقراء لهم أصوات ندية تخشع لها القلوب، هي أبرز الوجهات التي تشهد إقبالا مكثفا للمصلين في الشهر الفضيل.


مع دخول وقت صلاة العشاء، تخلو حركة المرور بشكل كبير وتغدو المدينة هادئة إلى أبعد الحدود، فيما آيات القران الكريم تسمع عاليا في مختلف أحياء المدينة، قبل أن تعود المدينة  إلى حركته العادية  بعد إنتهاء الصلاة، حيث  يبادر المصلون  إلى الاكثار من فعل الخيرات من صدقات وغيرها .


 سمر في المقاهي


تختلف عادات ساكنة ورزازات، بعد صلاة التروايح، لكن السمة البارزة التي تظل بادية للعيان، هي الاقبال الكثيف على المقاهي والمطاعم وسط  المدينة، حيث تبدو  مختلف المقاهي الشهيرة بورزازات ممتلئة عن أخرها لروادها الباحثين عن السمر وتبادل الأحاديث رفقة الأصدقاء خلال الشهر الفضيل.


ولا يختلف  الوضع في المطاعم المتخصصة في الأطباق والمأكولات، فكثيرون يولون وجوههم نحوها، لأكل ما لذ وطاب، وعلى الرغم من قيام من بعض المطاعم في المدينة من إغلاق أبوابها، فإن مطاعم أخرى تواصل العمل ولا يخفي مسيروها تزايدا ملحوظا في أعداد الزبائن.


 زيارة الأهل وصلة الرحم


وتفضل في المقابل فئة عريضة  من الساكنة ، إنتهاز ليالي رمضان في صلة الرحم وزيارة الأهل والأحباب، وذلك من أجل الظفر بأكبر قدر من فعل الخيرات والحسنات التي يوصي بها الله عز وجل.


ويتوجه كثيرون فرادى وجماعات للمنازل لصلة الرحم وتوطيد الأواصر وتفقد الأحوال ، في ليالي شهر رمضان المبارك، حيث تشكل فرصة سانحة  لأفراد العائلة الواحدة للتجمع في مكان واحد، يغية إزالة ما في النفوس من شحناء، والسؤال وإصلاح ذات البين بيتن أفراد الأسرة .


كما تنتهي زيارة الأهل بتناول وجبة العشاء ، ضمن عادات لا تتكرر كثيرا  خلال الأيام العادية، حيث تضفي عليها ليالي رمضان نفسا إيمانيا ، تجعل الزيارات تتكرر في أكثر من  مناسبة، تماشيا مع قيم التسامح وصلة الرحم التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف.

تعليقات الزوار

أحدث أقدم