الـــــــدّاغـــور



هشام الإمامي 

بعد استكمال جل المجالس الجهوية و الإقليمية و المحلية لهياكلها و أجهزتها المختصة في ما يخص جهة درعة تافيلالت، و التي تمت المصادقة على ميزانيتها المرصودة بالأغلبية المطلقة، رغم أنها لا ترقى إلى ما  تستحقه هذه الجهة المفقرة و بشكل ممنهج، خاصة لما تزخر به من موارد طبيعية و متنوعة ، و التي تمتاز بها كل أقاليمها الخمسة و كل إقليم على حدة..

فإننا نخشى، بصفتنا أحد ساكنة هذه الجهة التي يتجاوز عدد ساكنتها المليون و نصف  نسمة، أن يدخل رؤساء و نوابهم و كل  أعضاء هذه المجالس المنتخبة في سبات عميق سحيق ، و هم مطمئنين جدا, ناسين أو متناسين ، أنهم يحملون مطالب و مشاكل و هموم ساكنة جهة درعة تافيلالت بأكملها على عاتقهم ..

فساكنة هذه الجهة التي تعتبر  غنية بثرواتها الطبيعية الهائلة؛ و بموروثها الثقافي المادي و اللامادي ، و بمناخها المتميز و بطيبوبة ساكنتها المعترف به تلقائيا.. فإنها مع ذلك ، تحس بأنها  من أكثر الجهات تعرضا " للشمتة" من بين جهات المغرب..

فالمشاريع الكبرى، و الورشات الكبرى "أيضأ"، تسير شمالا و غربا و أقصى الجنوب ، فلا يصل إلى هذه الجهة حتى الفتات..

كأن أمر هذه الساكنة الساكتة يبدو عبثا ، أو أنها بغير حاجة إلى مرافق حيوية تعطي لعنفوانها بعضا من عزة نفس، و تجعلها ترفع رأسها شامخا أمام الزوار ، و المقيمين أيضا الذين أتى بهم ظرف العمل من جهات أخرى أكثر تنمية و ازدهار ، و الذين يعتبرون هم أيضا بشكل مباشر أو غير مباشر من سكان هذه الجهة، و قد يكونون مستقبلا من بين أشرس المطالبين لكم بتفعيل حقوقهم المشروعة..

لذلك على هؤلاء المنتخبون في ربوع هذه الجهة الميتمة، أن ينهضوا، نهوضا فعليا ، للنهوض بأمر ساكنتها ، الحضرية و القروية و ما بينهما ، لأنه يجب عليهم ذلك.. 

و حتى لا نطيل عليكم، و عليهم.. و علينا.. 

فإن كل القطاعات في الجهة  لا تسمو إلى التطلعات التي رسمتموها لنا في حملاتكم الإنتخابية ، يا من يسأل الساكنة عن الملفات التي يجب الترافع عليها و المطالبة بها ! بما أن سيادتكم لديه برنامج تم طرحه في حملتكم الإنتخابية، فإنه لا يجب على سيادتكم سوى التطبيق و التفعيل.

و على أي ملف تريدون أن نطلعكم عليه و أنتم قد أطنبتم آذاننا بها إبان الإقتراع!  ما عليك الآن أيها النائب المحترم هو أن تقوم بمخطط استراتيجي عميق لكي لا يبوء برنامجك الإنتخابي بالفشل.. 

و كذلك بالنسبة لكل المنتخبين.. 

نود فقط أن نذكركم حتى لا "تستحلون" مناصبكم و يخيل إليكم أن الساكنة كلها تعيش نفس "النغمة"..

و نكاد نخشى أن يكون "إݣيݣ" قد ضمن هلاك "الداغور" لكي يتمتع مع المدعوين على نغمات "أحواش" بتستر صريح من "بابا علي"!

تعليقات الزوار

أحدث أقدم